الرئيسية » سياحة دينية » أماكن سياحية دينية في البقاع: هل زرتموها يومًا؟
البقاع_زحلة
صورة من موقع العربي الجديد

أماكن سياحية دينية في البقاع: هل زرتموها يومًا؟

زينب سماحة

يضمّ البقاع أماكن سياحية دينية بمختلف مناطقه وبتعدّد الطّوائف الموجودة فيه، لا بدّ من أن نتعرّف على بعضها سويًّا. لأنّه إذا أردنا الحديث عنها جميعها، سوف نحتاج إلى المزيد من الرحلات في أيّام أخرى.  كما أنّي اخترت لكم هذه المزارات، بسبب تقاربها الجغرافي أوّلًا ممّا يجعل أمر زيارتها في يوم واحد ممكنة، وثانيًا بسبب تنوّعها الدّينيّ. 

لذلك أعزّائي السيّاح، أهلًا وسهلًا بكم في رحلتنا الرقمية والسياحية الدينية اليوم في منطقة البقاع، إلى أبرز المزارات الدّينيّة الإسلاميّة منها والمسيحيّة. هذه الرحلة التي سوف تبدأ من زحلة وتنتهي في مدينة الهرمل.

قبل التوقّف عند محطتنا الأولى في هذه الجولة، لا بدّ عزيزي السائح من لفت انتباهك، إلى أنه عندما تقوم برحلتك السياحية الدينية الخاصة في البقاع يومًا، عليك أن تبدأها من زيارة سيدة زحلة والبقاع السيدة مريم العذراء (ع) في أعالي زحلة، حيث يوجد تمثالها الكبير والمهيب، ومن ثم تنتقل إلى أماكن سياحية دينية أخرى.  

1_ مقام النبي نوح (ع):

أماكن سياحية دينية _ مقام النبي نوح (ع)
صورة بعدسة جمعية قبس لحفظ الآثار الدينية في لبنان

ها نحن نتوقّف عند المزار الأوّل في رحلتنا، والذّي يقع في منطقة “كرك نوح” التي تبعد حوالي الـ 55 كلم عن العاصمة بيروت، فأهلًا وسهلًا بكم في مقام النبي نوح (ع). يُقال أن هذا المقام بناه نبي الله بعد حصول الطوفان. وبدوره يشير مختار البلدة يوسف قنبر في مقابلة أجراها معه موقع يا صور، إلى أن هذا المزار كان موقعًا لأعمدة النّار في العهد الروماني. ويستشهد على ذلك بوجود تمثال صغير لـ “جوبيتر”، كما ولفت المختار إلى أن سكان الكرك القدماء هم من شيّدوا ضريح النبي نوح (ع) بعد اعتناقهم الإسلام بين القرنين الثامن والثاني عشر الميلادي. و”جوبيتر” كان ملك الآلهة عند الرومانيين، وإله السماء والرعد.

يبلغ طول الضّريح 25 مترًا وهو أشبه بسفينة مقلوبة. وبجانب المقام، يوجد ضريح لابنة النبي نوح (ع) جبلى ويُقال لها “عجرموش”.

2_ مغاور وادي الحبيس [1]:

مغاور وادي الحبيس
الصورة من صفحة fourzol.village على الإنستاغرام

نكمل رحلتنا الآن ونصل إلى جارة “كرك نوح”. تعود تسمية هذه المغاور بالـ “الحبيس” لأنه في الحقبة البيزنطية (306 _1453م) تحوّلت هذه المغاور التي يمكن تصنيفها أماكن سياحية دينية قديمة ومميزة، إلى مكان لإقامة النّسّاك، لذلك سُمِّيت بالحبيس. تقع هذه المغاور في بلدة الفرزل البقاعية التي تبعد 58 كلم عن بيروت. وهي عبارة عن جروف صخرية شاهقة تحيط بالوادي. وإحدى هذه الجروف على يمين الوادي توصلك عبر عدة درجات إلى قاعة محفورة فيها.  

تعدّدت استعمالات هذه المغاور قديمًا، فهي كانت تُستخدم للسكن، لأغراض دينية ومدافن. عند استكشافك لهذه المغاور من الداخل، ترى معظمها يتوسطها حوض أو بركة لجلب المياه. كان قد عُثِر في هذه المغاور على مشكاة محفورة في الصخر، تُظهر بداخلها منحوتة تمثّل على الأغلب إلهًا قديمًا.

3_ مقام النبي الخضر (ع):

أماكن سياحية دينية _ مقام النبي الخضر (ع)
صورة بعدسة رندا الجباوي

أو كما يُشاع بين عامة الشعب مار جرجس عند الطائفة المسيحية. لابد من الإشارة إلى أن الخضر (ع) لا يزال حيٌّ يُرزق (بحسب ما أورده السيد محمد حسين الطبطبائي –أحد علماء الشيعة- في كتاب الميزان في تفسير القرآن، وبحسب ما ذكره العلامة النووي –أحد علماء أهل السنة- في كتاب تهذيب الأسماء، وعلماء آخرون من الطائفتين) . وهذه المزارات التي توجد في بعض المناطق اللبنانية باسمه، هي مجرّد مواقع له.

أمّا مقامه الذي سوف نتحدّث عنه اليوم يقع في بلدة كفردبش التي تبعد 70 كلم عن العاصمة بيروت. قصة هذا المزار فريدة من نوعها وملفتة. بدأت القصّة برؤية الحاج شفيق الجباوي أحد أبناء البلدة، النبي الخضر (ع) في عالم الرؤية عام 1980، عندما أمره حينها ببناء مقام له والملفت أكثر أن كل تفاصيل البناء نُفِّذت كيفما طلب نبي الله أيضًا. بدأ الحاج شفيق بناء هذا المزار عام 1983، وكان بعض الأشخاص ما زالوا يتهمونه بالجنون من وقت مشاهدته الرؤية، إلّا أنّ الخضر (ع) بدّد جميع هذه الإتهامات بمجيئه إلى عالم أحلام هؤلاء الأشخاص والطلب منهم تصديق الحاج شفيق. ولهذه القصة تفاصيل وتقاصيل كثيرة شيّقة عليكم زيارة المقام للتتمكّنوا من الإستماع إليها على لسان أبناء البلدة. كما وأحثّكم على الاستماع إلى كرامات الخضر(ع) في كفردبش والمناطق المجاورة.

4_ كنيسة سيدة بشوات:

كنيسة سيدة بشوات
صورة من صفحة I dream of Lebanon على فيسبوك

قبل وصولك إلى مزار كنيسة سيدة بشوات يستقبلك تمثال السيّدة العذراء (ع) بثوبها الأزرق، الأمر الذي يُشعرك برهبة المكان. لا يمكنك عند ذكرك لسيدة بشوات إلّا أن ترفق معها مصطلح “العجيبة” أو “العجائبية”. يُعدّ هذا المزار الذي يعود بناؤه إلى أكثر من ثلاثة قرون، قبلةً للعديد من السيّاح المحليين والأجانب، والمسيحيين منهم والمسلمين، نظرًا لتاريخ هذا المزار والعجائب التي حصلت فيه، وذلك لطلب تحقيق الأمنيات والحوائج.

“وتعود تسمية سيدة بشوات إلى قديس مصري اسمه أنبا بيشواي، سكن ديرًا بناه اليعقوبيون مكان الكنيسة القديمة. وتبعد منطقة بشوات عن العاصمة اللبنانية 99 كلم” [2].

5_ مقام النبي يوشع (ع) [3]:

أماكن سياحية دينية _ مقام النبي يوشع (ع)
صورة بعدسة جمعية قبس لحفظ الآثار الدينية في لبنان

ها قد وصلنا إلى بلدة شعث البقاعية التي تقع على مسافة 102 كلم عن العاصمة بيروت. تضم هذه البلدة مقامًا لأحد أنبياء الله وهو النبي يوشع (ع). هذا المقام عبارة عن ثلاث غرف تتّسم بالبناء المتواضع. يبلغ طول الضريح 4 أمتار. ويمكن وصف مقام النبي يوشع (ع) أيضًا بالملجأ لطالبي الحوائج _التي تُقضى معظمها كما هو معروف_ والتقرب من الله، حيث تجده يعجّ بالمسلمين في مناسباتهم الدينية.

6_ دير مار مارون:

دير مار مارون
صورة من الموقع الإلكتروني لبلدية الهرمل

محطّتنا الأخيرة، دير مار مارون أو مغارة الراهب، المزار الذي يقع بالقرب من نهر العاصي في منطقة الهرمل. انطلقت من هذا الدّير المارونية إلى كل لبنان. “شهد الدير على عبادة وصلوات النّسّاك والرهبان قديمًا، وكذلك على عذابهم الذي له قصّة عليكم قراءتها بأنفسكم” [4].

دير مار مارون عبارة عن مغارة محفورة في الجبل، بداخلها غرف ومذبح. ولا بد من الإشارة إلى أن مدينة الهرمل تبعد 143 كلم عن بيروت.

ها قد وصلنا أصدقائي السيّاح إلى ختام رحلتنا هذه، والتي تعرّفنا فيها على أماكن سياحية دينية عديدة ومتنوعة في منطقة البقاع، تلك الأماكن التي تضمّ حكايات وعجائب وروايات عليكم زيارتها بأنفسكم للإستماع إليها من سكّان كل منطقة.   

عن زينب سماحة

طالبة ماستر صحافة رقمية_الجامعة اللبنانية