بشرى مرعي_
في قضاء عاليه محافظة جبل لبنان، تقع قرية عين كسور التي تحتوي على أجمل المناظر الطبيعية الخلابة، يوجد فيها مسار، جداول من المياه، حدائق وتلول جميلة، إضافةً إلى الغابة التي تقع في الوسط بين القرى المحيطة للقرية وهي قبرشمون، البنيّ، عبيه، وعينكسور. وإن هذه الغابة لها أهمية كبيرة جداً من الناحية الطبيعية والسياحية.
غابة عينكسور:
تحتوي الغابة على أكثف غطاء نباتي في “الشحّار الغربي” وهي منطقة في جبل لبنان تضم عشرات القرى التابعة لقضاء عاليه، من بينها القرى التي تم ذكرها. يتنوع الغطاء النباتي فيها بين الصنوبر، القطلب، السنديان، وغيرها من النباتات الحرجية التي تنمو فيها. ما يميز غابة عينكسور أيضاً، هو أنها الغابة شبه الوحيدة تقريباً التي لا تفصلها وتتداخل فيها المباني العمرانية، والتدخل الإنساني. تحمي الغابة المنطقة من إنجراف التربة نحو القرى التي تقع أسفلها، وهذه الحماية توفرها الأشجار الكثيفة والمعمرة فيها.
وعند الدخول إليها يشعر المرء بأنه دخل مكان آخر منفصل عن العالم الخارجي، فالطاقة التي تحيط بها تشعرنا بأننا في زمن لم يكن العمران فيه موجودٌ بعد.
أثر الغابة الإيجابي:
من منا لا يشعر بالإرتياح عندما يكون في أحضان الطبيعة، يحيط بنا الهدوء وتقاطعه أسواط الطيور بين الحين والآخر؟
بحسب ما نشر موقع بي بي سي عربي، تفيد دراسة أجرتها جامعة ديربي والجمعية الملكية لصناديق الحياة البرية في بريطانيا، أنه هناك إرتباط بين تحسن صحة الفرد وسعادته بكمية الوقت الذي يقضيه في الطبيعة، حيث كشفت الدراسة عن حدوث تحسن كبير في صحة المشاركين، وشعورهم بالسعادة، وإرتباطهم في الطبيعة، والقيام بسلوكيات صديقة لها، كإطعام النحل عبر زراعة الورود مثلاً. بالإشارة إلى أن هذه السلوكيات إستمرت أيضاً إلى ما بعد إنتهاء الدراسة.
ويؤكد لنا هذا الموضوع الشاب والمهندس الزراعي كريم أبي مصلح من خلال تجربته الشخصية، فأن لجوئه إلى غابة عين كسور كانت بمثابة عنصر مهم من رحلته في الحياة وبناء أفكاره وعلاقته مع الطبيعة. فيقول” كلما آتي إلى الغابة أشعر بالإرتياح الشديد، لقد كانت وما زالت بمثابة مهرب بالنسبة لي.”
وأضاف كريم ” لقد علمتني الغابة أن أكون على طبيعتي وسجيتي كما هي على طبيعتها، ومن خلال تمضية الوقت هنا تعرفت على نباتات جديدة أستطيع أن أستخدمها للطعام، فعندما أشعر بالجوع لا أذهب إلى منزلي، بل أبقى هنا وآكل من النباتات، والأشجار كالقطلب مثلاً”. وأشار إلى أن علاقته مع الغابة والطبيعة بالمجمل شجعته على دراسة الهندسة الزراعية والتعرف على النباتات وطريقة عملها وحياتها.
كما ودعى كريم الناس بأن تأتي إلى الغابة في عينكسور وتتعرف عليها، ويقوموا بالنشاطات فيها كالتخييم، التسلق، والمشي. شرط أن يحافظوا عليها ويحموها كما يفعل هو وأصدقائه. حيث أن لبنان وطبيعته تستحق منا الحفاظ عليها والتقرب منها.