الرئيسية » الآثار » سوق الخان في حاصبيا ماضٍ يحاكي الحاضر
سوق الخان نهار الثلاثاء
سوق الخان نهار الثلاثاء

سوق الخان في حاصبيا ماضٍ يحاكي الحاضر

حسين الشوفي

الأسواق الشعبية في لبنان ليست بي جديدة، ‏في عبر التاريخ لطالما كان الناس يرتدونها لتأمين حاجياتهم وتسوق بأسعار مخفضة ومدروسة، وفي لبنان الأسواق الشعبية موجودة ولا تزال إلى اليوم ستتوزع من شمال لبنان إلى جنوبا وبقايا وعاصمته بيروت. ‏الا أن لكل سوق نهاره ‏وميزته الخاصة التي يختلف بها عن غيره، ولكل منطقة ‏روادها من السكان والجوار. سوق الخان في حاصبيا النظرة العامة ‏اليه هو سوق شعبي يقام كل نهار الثلاثاء، ياتيه التجارة والباعة باحثين عن زبائن  ومتسوقين من مختلف المناطق الواقعة في قضاء حاصبيا. ‏وهناك ستجد فقير الحال أول ما يصور على حد سواء.

لمحة تاريخية عن السوق

انطلق سوق الخان في منطقة حاصبيا منذ اكثر من 600 عام ولا يزال إلى اليوم يعرف ب “سوق الثلاثاء” كما يسميه أهل المنطقة ومرتاديها، حتى أنه لا يزال يحافظ على البساطة التي يمكن ملاحظتها لحظة الوصول. ‏هذا السوق أنشئ عام 1365 ميلادي على يد والي المنطقة أبو بكر باشا الشهابي من أجل ايواء القادمين والمسافرين من أنحاء جبل عامل والعرقوب وبلاد الحولة وصفد في فلسطين ‏إلى بلاد البقاع وسوريا من الناحية الشمالية، أي أنه كان محطة الرحال التجاري و المسافرين نظرا لموقعها الوسطي بين الجنوب والبقاع.

نهار الثلاثاء في السوق

نهار الثلاثاء ‏من كل أسبوع هو بمثابة محطة أسبوعية في حال كان الطقس يساعد على ذلك، وفي هذا النهار تنتشر البسطات من الالبسة والمأكولات الشعبية التي حتما لها نكهة خاصة ومختلفة عن باقي محال بيع الأطعمة فهنا سيتذوق الزوار المأكولات البلدية اليدوية. ‏ناهيك عن الأسعار البسيطة التي لا تزال يحافظ عليها تجار السوق إلى اليوم رغم كل الأزمات التي مروا بها، فهم يعتمدون مبدأ الربح البسيط والبيع الكثير لكي يستطيع كل الناس تأمين أغراضهم. ‏بالإضافة إلى أن هذا السوق موجود ضمن مساحة تحيطها أنواع مختلفة من الأشجار أي هو أيضا بمثابة نهار تسوق ونزهة في رحاب الطبيعة في آن معا، وهذه الميزة ساهمت أيضا في قدوم عدد لا يستهان به من السواح والأجانب الذين يأتون إلى منطقة حاصبيا.

مهرجانات حاصبيا تقام في السوق

موقع صدى وادي التيم

‏مكانة هذا السوق التاريخية والآثار الخلابة التي لا تزال موجودة إلى اليوم و المساحات الواسعة الموجودة فيه، جعلته مكانا مناسبا في نقل صورة حضارية تاريخية شعبية عن المنطقة، فاختارت انة مهرجانات حاصبيا باحة السوق مكانًا تقام فيه الأسواق الشعبية والحفلات الفنية من كل صيف على مدار أربعة أيام ما أعطى هذه المهرجانات طابعا قربيا من مهرجان بعلبك وغيره من المهرجانات التي تقام في الأماكن الأثرية .

اهمال الدولة اللبنانية للسوق

تصوير باسل ابو حمدان

ليس بجديد على الدولة لبنانية إهمال الآثار في لبنان، وربما ذلك بحجة عدم توفر المال اللازم لأعمال الترميم ،او يغيب عن أعين المسؤولين في الدولة أهمية الآثار الموجودة في لبنان، ‏كحال هذا السوق، فهو لا يزال قائما إلى اليوم ولكن آثاره تحتاج لعملية ترميم دقيقة فيمكن أن تساهم العوامل الطبيعية العادية بالإضافة للاستهلاك من قبل العامة الى تلف هذه الاثار و زوالها. ‏فهم لا يتحملوا كامل المسؤولية في ظل غياب الدولة في إتمام دورها في الحفاظ على هذا السوق الأثري الذي يعتبر من الأقدم في لبنان، وغيره من الأسواق الشعبية الأثرية الأخرى.

لزيارة سوق الخان اضعط على رابط الموقع ادناه

https://www.google.com/maps/place/Souk+El-Khan+-+%D8%B3%D9%88%D9%82+%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%86%E2%80%AD/@33.3808656,35.6430424,17z/data=!3m1!4b1!4m5!3m4!1s0x151ec12ed8d36bf7:0x1f2de395c3ac8bb2!8m2!3d33.3808656!4d35.6452311

عن حسين الشوفي

Hussein Elchoufi digital masters student at the Lebanese university, worked before as social media editor, and radio anchor. حسين الشوفي طالب اعلام رقمي في الجامعة اللبنانية ، عملت سابقا محرر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ، كما عملت في الاذاعة اعداد و تقديم برامج.