في بلدة تمنين الفوقا البقاعية، معبدٌ يُدعى “جب الحبش”. يعرفه أهالي المنطقة جيّداً، وعمره نحو ألفي عام، لكنه بعيدٌ عن المزارات السياحية الرومانية الأخرى. تقول الروايات أن الناس كانوا يزورونه بسبب نبع المياه في داخله، وكانوا يعتقدون أن هذه المياه تُشفي من المرض وتُعطي الصحّة لشاربيها. هو اليوم ضمن لائحة المعابد والهياكل الرومانية في منطقتي البقاع وبعلبك.
علي زين الدين
الشكل الهندسي
على الرغم من ضخامته، لا يتألّف معبد جب الحبش سوى من غرفةٍ واحدة مبنيّة من الحجارة الضخمة. على جانبيه عامودان ضخمان تم ترميمهما منذ فترة. أرض المعبد من الحجر الأملس الصلب، وفيها فتحة بعمق نحو 4 أمتار، شكّلت البئر التي تتغذى من مياه الينابيع. وفي المعبد قناةٌ محفورةٌ في الصخر تصب حول النبع، كانت مزاراً لأهالي المنطقة.
خارج المعبد بعض الأعمدة التي تكسّرت بفِعل الزمن، إضافة إلى منحوتات من الصخر يستطيع الزوّار أن يروها من الأعشاب التي صعدت عليها. كما هناك تيجان مزخرفة، يُعتقد أنها ما تبقّى من رؤوس الأعمدة.
طال معلم جب الحبش في تمنين التخريب من المواطنين وعدم الاهتمام من قِبل البلدية وهيئة الآثار في وزارة السياحة. قبل نحو 15 عاماً، تم ترميم بعض الأعمدة، لكن المعبد ظلَّ مُهملاً كمعلمٍ سياحي.
نبع الشفاء والصحّة في تمنين
إلى وقتٍ قريب، بقيَ أهالي منطقة البقاع يزورون نبع المياه في المعبد للشرب منه، لكن سابقاً، كان محطّة للاستحمام أيضاً. السكّان كانوا يعتقدون أن المياه تُشفي الأمراض وتُقدّم الصحة للأجسام، وهو اعتقادٌ ساد لآلاف السنين بحسب الروايات. السبب هو وجود ناووس محفور محفور بالقرب من نبع في بلدة دوما الشمالية، ويعرض حالياً في القرية، يشير إلى اسم “هيجي”، وهي ابنة اسكليبيوس، سيد الطب عند الرومان.