مرج بسري “بيت القمر”

بشرى مرعي_

يبقى مرج بسري ساطعاً ليلاً أينما لف القمر، لذا سمي ببيت القمر، وهي الصفة التي تطلق عليه من قبل أهالي القرى المجاورة له، تعود هذه التسمية إلى الفينيقيين الذين وهبوا المرج تسمية ” بيت سهرو” أو “بيت شهروا” والتي تعني بيت القمر.  

يمتد مرج بسري على مساحة 10 ملايين متر مربع، وهي مساحة كبيرة تجمعه ما بين قضاء جزين و الشوف والإقليم أيضاً. تحيط به تلالٌ وجبالٌ ضخمة، ومسّارات وطرقاتٌ طبيعية في آية من الجمال. يحتوي المرج وما يحيطه على كنوز طبيعية، أثرية، وزراعية، وطبعاً إنه كنزٌ سياحي للبنان بأكمله. فما الذي تنتظرونه؟ يوم ذهابكم إلى مرج بسري سيكون أحد أجمل أيام حياتكم.

رحلتي إلى مرج بسري:

في صباح يوم الأحد قررت الذهاب وعائلتي إلى الشوف لقضاء يومٍ جميل  في أحضان الطبيعة، عبرنا طريق نهر جسر القاضي، وصعدنا نحو دير القمر وصولاً إلى مزرعة الشوف ومن بعدها توجهنا مشياً نحو صخرة كبيرة تقع على مسّار يطل على المرج.يقام على هذه الصخرة نشاطات متنوعة كالتخييم،”اليوغا”، والسيران وغيرها من النشاطات.

قامت أمي بالبحث عن الأعشاب الصالحة للأكل، وذهبت أنا وأخي للمشي في الطبيعة و التحدث مع الناس هناك واللعب معهم في كرة القدم. ومن بعدها باشرنا كلنا بالمشي نحو المرج إلى الأسفل، فمررنا عبر “المعبور الروماني”  وهو شاهق صخري على علو 60 متر ويعتبر من أهم المعابر الجبلية التي تصل الناس بالمرج.

أثناء مشينا نحو المرج مررنا بالقرب من شلال يصب في بحيرةٍ جميلة، يستطيع الزائر السباحة فيها والشرب منها حتى، فأخذنا قصطاً من الراحة بالقرب من الشلال، وقمنا بالتأمل في أحضان الطبيعة. وفي طريقنا الذي نمشي فيه في المرج التقينا بالعديد من المزارعين المحليين الذين يستقبلون الزائر بوجه تظهر عليه ملامح الطّيبة والودّ.

ومن بعدها، وصلنا إلى المعبد الروماني التي بقيت منه العواميد الأثرية، إنه يتواجد عند إلتقاء نهري جزين والباروك، فيوجد تحت الأرض في ذلك الماكن أكثر من 16 عمود. وأيضاً قبل الرومان كان هناك الكنعانيين الذين بنو معبد آشمون إله الشتاء. ورأينا أيضاً الخانات القديمة التي كانت توضع فيها قوافل المارين من أجل إستراحتهم.

أخذ مسارنا في المرج نحو ثلاث ساعات من الوقت، وكان “المعبور الروماني” هو الطريقة الأسهل للوصول إليه، ولقد كانت رحلتي هذه بلا شك أحد أجمل الرحلات التي قمت بها داخل لبنان.

---

التنوع النباتي في مرج بسري:

يغطي الخضار مرج بسري على مدار السنة، حيث أنه يتمتع بموقع جغرافي مهم جداً بالنسبة للزراعة، فهو قريب من الساحل الصيداوي، وفي الوقت نفسه قريب من الجبال التي تحيطه من جانبيه، بالتالي المواسم الزراعية فيه تتواجد على مدار فصول السنة.

وأيضاً، يحتوي المرج على ما لا يقل عن مليون شجرة تختلف أنواعها بين الأشجار الحرجية، كالسنديان، الصنوبر البري، الملول… والأشجار المائية كالصفصاف الذي يجاور النهر المار بالمرج، إضافةً إلى الدلب والزيزفون. وأيضاً، تتواجد فيه الأشجار المثمرة من الخوخ والزعرور، البرتقال والليمون، التفاح والكرز، الإيجاص والعنب، والزيتون، وغيرها من الأشجار المثمرة.  

تكشف لكم هذه الرحلة إلى المرج، عن منطقة وثروات طبيعية جميلة جداً، تحتاج إلى المزيد من الإستكشاف والتمتع بها، وإلى تقضية وقت جميل مع أصدقائكم أو عائلتكم، وحتى مع ذاتكم لتبحثوا عن إستراحة من تحديات الحياة اليومية. وإن دخلتم إلى المرج من جهاته المختلفة الساحلية أو الجبلية منها، لن يخذلكم جمالها وطاقتها المنعشة.