الرئيسية » الآثار » قاموع الهرمل: ألغاز وأساطير حول نصبٍ منسي

قاموع الهرمل: ألغاز وأساطير حول نصبٍ منسي

لا يكتسب قاموع الهرمل أهميّةً سياحيةً كما هياكل بعلبك. أساساً، لا هو ليس مزاراً سياحياً، على الرغم من كل القصص والألغاز والأساطير التي تتحدّث عن هذا النُصب. تاريخ القاموع يرتبط بالرومان والفُرس، وحاضره، بالإهمال واللامسؤولية، لكنه يبقى، معلماً ذو قيمةً تاريخيةٍ كبيرة.

علي زين الدين

من بنى قاموع الهرمل؟

فوق تلةٍ مشرفة على أراضٍ جرداء شاسعة، يقف قاموع الهرمل، شاهداً على غزواتٍ كثيرة، وحضاراتٍ عدّة. الرواية الأقرب إلى التصديق هي تلك التي تربطه بالرومان، وتقول إن تاريخه يعود إلى ما بين القرنين الثاني والأول قبل الميلاد. الحيرة لم تكن في معرفة تاريخه فحسب، بل دوره أيضاً، كهيكل. واحدة من الروايات، تُشير إلى أن الرومان بنوا القاموع فوق قبر ملك روماني كان يُدعى هرمليوس، ومن اسمه جاء اسم الهرمل. هذه الرواية كانت كفيلةً بإقامة حفرياتٍ حول القاموع، من قِبل الفرنسيين ثم المخرّبين بسبب اعتقادٍ أن الملك مدفون ومعه سبائكٌ من الذهب.

ثمّة روايات أخرى تقول إنه كان شاهداً. هذا ما يربط بالرومان، لكن ثمّة أيضاً ما يربطه بالفُرس، وهي الرواية الأقل تصديقاً، إذ يعتقد الناس أن أحد الأمراء الفرس صرعه خنزير بري خلال رحلة صيد. وتكريماً لذكراه، أمر والده ببناء ضريح له عند أعلى نقطة من السهل. تلك الرواية جاءت بسبب رسومٍ ونقوشٍ على القاموع، توثّق مصرع شخصٍ من قِبل خنزير. 

المصدر: Lebanon Twist, Lebanon Yours

وفي حين أنه ليس هناك تأكيداً عن سبب بناء القاموع أو دوره، يعتقد المؤرخون أن له دورٌ عسكري، كبرج مراقبة مثلاً، على الرغم من أنه عدم إمكانية تسلّقه أو الدخول إليه، لكن نسبةً إلى موقعه أعلى التل فوق السهول.

الشكل الهندسي والنقوش

المصدر: Lebanon Twist, Lebanon Yours

يتميّز قاموع الهرمل بشكله الهندسي. هو أساساً السبب في عدم إمكانية تحديد دوره، إذ أنه مؤلف من كتلة حجرية واحدة، لها أبواب لها، لكنها تبدو كأنّها مقسومة لثلاثة أقسام. القسم السفلي، وهو الأجمل، والأكثر تخريباً أيضاً، منقوش عليه بعض الرسوم، وعليها رسوم فوقها من قِبل مخرّبين.

إحدى جهات القاموع منقوش عليها شكل خنزير بري، مطعوناً بأسهمٍ عدة، وإلى جانبه كلبَين. جهةٌ ثانية يظهر عليها نقشٌ لغزالين يقفان على لوحة. أما الجهة الثالثة فعليها نقش لثورٍ كبير يهاجمه ذئبان وخلفهما رماح. فيما يظهر دُبّاً ومعه صغاره في الجهة الأخيرة. . 

تعدّيات على قاموع الهرمل

بسبب إهمال وزارتي الثقافة والسياحة من جهة، وبلدية الهرمل من جهةٍ أخرى، استباح الناس قاموع الهرمل، وبات أقرب إلى حائط تلوين، يكبتون عليه كل أنواع الشعارات. مدى الإهمال يظهر في ترك القاموع وحده، دون تشجيرٍ حوله أو تزفيت الطريق إليه، أو تخصيص مساحات لجذب السيّاح إليه، إلى جانب تركه دون حماية أمنية، كالعديد من الأماكن المهمّة في المنطقة. 

عن علي زين الدين

محرر أخبار وطالب في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية في بيروت.