“السرايا الشهابية” اخر القلاع المأهولة في قلب حاصبيا

حسين الشوفي

حاصبيا ترحب بكم” ما ان تستوقفك هذه العبارة عزيزي الزائر اعلم انك ستقارب التاريخ، هنا لن نتكلم عن جمال هذه المدينة و التاريخ الذي يمكن ان تعود اليه اثناء الزيارة ، بل انت مدعو لزيارة القلعة الشهابية في قلب حاصبيا.

رهبة المكان التاريخية و مجالسة امير شهابي في سرايا حاصبيا توحي بان التاريخ قرر ان يكون حيا امام في هذا المكان و أمام زواره،
و هنا يا عزيزي منذ دخولك القلعة و مشاهدة الشعارات الموجودة و الهندسة العمرانية المميزة من انفاق و جناحات موزعة اعلم بانك عدت في التاريخ لاكثر من ثلاث آلاف عام؛ فلكل مبنى قصة و لكل زاوية حكاية خلدها كل من مر على هذة القلعة ليتحول التاريخ من مادة جافة الى متعة لا تضاهى عندما تراه امامك.

اخر الامراء الشهابيين لا يفارق القلعة في حاصبيا

هذة القلعة لا تتميز بماضيها فقط ، بل الحاضر فيها حاضرا بقوة ، فهي ملك خاص تتوزع ملكيتها على ال شهاب و هي القلعة الوحيدة المأهولة في لبنان ، فانت يا عزيزي الزائر ستقابل اخر الامراء الشهابيين في لبنان عند زيارتك هذا الصرح التاريخي.

المير منذر شهاب ، رجل في الثمانين من عمره ، قضى حياته كدليل سياحي خاص بزوار هذه القلعة، يخبر القريب و البعيد حكايات و تاريخ احجار القلعة بادق التفاصيل اي منذ ان بناها الصليبي ن وصولا الى امتلاكها من قبل ال شهاب. الا ان لقب “مير” الذي حصل عليه لم يمحِ حرقته جراء اهمال الدولة التام لهذا الصرح ، فهي اليوم تحتاج لاعادة ترميم و اعمال صيانة في مختلف ارجائها ، و هم رغم انهم المالكين لا يستطيعون اعادة ترميمها على نفقتهم الخاصة بحسب قوله، الامر الذي يتطلب تدخلا مباشرا من مديرية الاثار اللبنانية للحفاظ على هذا الارث التاريخي العريق و الذي هو اصلا مدرج في لوائح مديرية الاثار لكن من دون جدوى.

اهمال الدولة لا يوقف زيارات القلعة

فعلى الرغم من الاهمال الذي يمكن ان تراه بأم العين، الا ان الزيارات الى هذه القلعة لم تتوقف يوما، فهي اليوم اهم و اجمل رموز المنطقة، و بمجرد  ان تكتب حاصبيا في اي من محركات البحث ستظهر لك هذه القلعة لتحثك على زيارتها من دون اي تردد.