الرئيسية » Uncategorized » متحف الحرير في بسوس، رحلة الى الزمن الجميل

متحف الحرير في بسوس، رحلة الى الزمن الجميل

متحف الحرير في بسوس
متحف الحرير في بسوس

من معمل لنسج الحرير وتربية دود القز الى متحف يقصده الللبنانيون والسواح. بين بيروت وعالية، ووسط بساتين وحدائق يقع متحف الحرير في بسوس. المبنى الذي يحتضن ذاكرة لبنانية هامة، حيث تكتشف سر الحرير وصناعته. الزيارة للمتحف اضافة غنية لمعرفتنا بلبنان القرن التاسع عشر، لبنان الريف القديم، فالمتحف غني بصور الحياة الريفية القديمة قبل أن تطرأ الحداثة عليه.

متحف الحرير في بسوس، إرث جبل لبنان

من بين أكثر من 170 معملا للحرير في جبل لبنان، لم يصمد سوى معمل بسوس للتذكير بحقبة تاريخية حافلة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. يحفظ متحف الحرير في بسوس إرث جبل لبنان الذي كان يشتهر بصناعة الحرير في القرن التاسع عشر. كان يتميز بإنتاج أنواعا فريدة ومميزة من الحرير. في المتحف تشاهد رحلة انتاج الحرير من مرحلة تربية دودة القز حتى مرحلة استخلاص الحرير وصناعته. عند دخول الزوار المتحف يشاهدون عبر شاشة ضخمة فيلماً قصيراً توثيقيا عن تاريخ الحرير في لبنان، ليقوموا بعد ذلك بجولة داخل أرجاء المتحف بمساعدة مرشدين مختصين.

أعادت بلدة بسوس عبر هذا المتحف بعضاً من معالم الماضي. فهي أحيت جزء جوهري من ذاكرتها، حين كانت تربية القز كان يعتاش منها أهالي المنطقة وسكانها. وصناعة خيط الحرير السمة المشتركة بين أبناء جبل لبنان، وكانت زراعة التوت من الزراعات الأساسية لهذه الصناعة التي كان يعتاش منها أهالي المنطقة وسكانها.

متحف الحرير مزارا بيئيا

 يوجد على مدخل المتحف حانوت النبات. تباع فيه أنواع مختلفة من النباتات العطرية كالياسمين وإكليل الجبل والخزامى وغيرها. وتعمّد مهندسو المتحف أن يمر الزوار وسط حقول الزيتون والحدائق للوصول إلى مبنى المتحف، ما جعل المتحف متحفا بيئيا أيضا. بالإضافة إلى ذلك يؤمن المتحف دروساً تطبيقية في الزراعة تحت إشراف اختصاصيين في الزراعة.

رحلة صناعة الحرير في المتحف

أهم ما يقدمه المتحف هو عملية كاملة حيَّة لتصنيع الحرير . من مرحلة تفقيس بذور القزّ، على صفائح بيضاء حيث فتات ورق التوت حتى إذا خرجت الدودة الصغيرة من بذرتها، بدأت تقتات من الورق لتكبر.

وبعد أيام قليلة، تبدأ بلفّ نفسها بخيط الحرير تخرجه من فمها، وتظلّ هكذا دون انقطاع حتى يقفل عليها بصورةٍ تامة.

تُعرَض في المتحف الآلات التي يحتاجها إنتاج الشرانق، وتحليلها، وحياكتها، ومنها الأنوال التي توقَّفت عن العمل برحيل آخر مُتقني تشغيل النول، ألبير فغالي.

الحرير في الأزياء اللبنانية

 المشوار الى متحف الحرير في بسوس لا يكتمل من دون التعرف الى الحرير في أزياء النساء اللبنانيات. فقد خصص القيمون على المتحف جناح للزي النسائي اللبناني التقليدي، فيه نتعرف الى سراويل الحرير التي كانت ترتديها الأميرات في القرن التاسع عشر مثل “السترة” و”الطربوش” الذي تلف حوله عمامة من الحرير، الى مناديل القرويات.

اقرأ أيضا: متحف بسوس يحيي ذاكرة “موسم العزّ

عن زينب بزون