ريما وهب
اذا كنتم من محبين الإكتشافات الطبيعيّة، عليكم بزيارة مغارة الريّحان الموجودة في جنوب لبنان. هذه المغارة التّي تمّ إكتشافها بالصّدفة عام 1939م، من قبل مزارع سقط معوله في حفرة وخلال عمليّة البحث عنه إكتشف المغارة وأخبر سكان القريّة عنها، وتطلّب الأمر 77 عاماً من العمل الشّاق من قبل بلديّة الرّيحان والممولين لتفتح أبوابها عام 2016م ويستمتع بها أهل قريتها والسّياح من حول العالم.
تتألّف مغارة الريّحان، التّي تعتبر رابع أكبر مغارة في لبنان من حيث الطول، من طابقين: الطّابق الأوّل يمتد على مساحة 180 متراً ويتميّز بالتقاء الهوابط مع النّوازل، كلوحة فنيّة ممتعة لأعين النّاس، والجدير ذكره أنّ هذا المشهد نادر ولا يتكرّر بباقي المغارات، ويحمل قيمة تاريخيّة وجغرافيّة يجب إحترامها ودراستها.
وأمّا الطابق الثاني، الذي تمّ إفتتاحه من حوالي السنتيّن، فيحتوي على بحيّرات ونوازل كريستاليّة يمكن التّمتّع بها عبر رحلة قصيرة بالقارب مع الحفاظ على شروط السّلامة الأساسيّة.
ولتسهيل دخول الزوّار إلى المغارة استُحدِث موقف سيارات وباب للدخول نحو نفق جدرانه من الحجر الصخري الطبيعي يصل من خلاله الزائر إلى وسط المغارة، وعند نهاية النفق استُحدِثت قاعة مؤهلة لكي تكون متحفاً طبيعياً،كما زُرعت أشجار الصنوبر عند المدخل لتزيد من جمالية المكان.
يؤكد خبراء الجيولوجيا أن عمر المغارة يُقدّر بملايين السنين وقد مرّت بمراحل عديدة. في المرحلة الأولى تشكّل سطحها، في الثانية أُفرغ جوفها، بينما في المرحلة الثالثة تشكلت المنحوتات الصخرية جراء تسرب المياه من أعلى إلى أسفل.
استطاعت مغارة الريحان أن تثبت نفسها كمعلم سياحي لبناني مثلها كأي مغارة لبنانيّة.والجدير ذكره أنّ المغارة ليست الشّيء الوحيد المميّز في جبل الرّيحان، فهناك محميّة الرّيحان التّي تجذب محبي الطبيعة لها أيضاً، كما أنّ الجو الجميل جعل قريّة الرّيحان بالتّحديد مصيف لأهلها وللسيّاح، على أمل أن تقدّم وزارة السّياحة الإهتمام اللازم لهذه القرية الجنوبيّة المميّزة لتستطيع أن تحافظ على جمالها بمساعدة أهلها ومحبيها.