الرئيسية » متاحف » جبران خليل جبران…متحف يحتضن “النبي”
جبران خليل جبران
جبران خليل جبران

جبران خليل جبران…متحف يحتضن “النبي”

جنى شقير-

 هو الأيقونة. جبران خليل جبران، اتُخِذ دير مار سركيس مقراً له بعد مماته، فأصبح مقصداً لكل السياح ومحبي الفن والأدب. يُخلّد الدير ابداعات الرسم والكتابة تحت مسمى “متحف جبران خليل جبران”.

نبذة عن جبران خليل جبران

وُلد جبران في العام 1883 بقرية بشري-شمال لبنان. ابتعد في الفترة الأولى عن التعليم المدرسي، بسبب عدم مبالات أباه بالعلم، إلا أن كاهن من القرية علمه القراءة والكتابة. وبدء بعدها باكتساب اللغة العربية والسريانية من الأب “جرمانيوس”. وفي العام 1895 قررت الأم السفر مع أولادها للولايات المتحدة مبتعدين عن تصرفات الأب غير المسؤولة.

استقر جبران وعائلته في مدينة “بوسطن”. في العام 1890 تلقى دراسته في مدرسة خاصة بالمهاجرين، وحين نمت ثقافته العلمية والفنية الغربية، الأمر الذي استوقف أمه “كاميليا رحمة” لترسله في العام 1898 إلى بلده الأم حتى يتعلم عن تراثه اللبناني.

قضى جبران في لبنان عشر سنوات، قبل أن يعود إلى “بوسطن” في العام 1902 بعد وفاة أخته بمرض “السل”، يليها أخاه بالمرض نفسه وأمه بمرض السرطان، فظلت ماريانا هي الأخت المتبقية له.

أكمل جبران خليل جبران طريقه بتعلم الفكر والأدب واللغة، وارتقى بعدها إلى مستوى فني عالٍ في الرسم والكتابة. من كتبه المميزة التي كتبها في المهجر، كتاب “البني”، كتبه في العام 1923 باللغة الإنجليزية وترجم بعدها إلى أكثر من خمسين لغة. وكان قد أخبر الأديبة “مي زيادة” سابقاً برسالة أن هذا الكتاب كان يريد كتابته منذ مدى طويلة.

كتاب النبي لجبران
غلاف كتاب النبي – المصدر

من روائعه الفلسفية الشعرية في الكتاب.

ليُحب أحدكما الآخر، ولكن لا تجعلا من الحب قيداً، بل اجعلاه بحراً متدفقاً بين شواطئ أرواحكما

جبران خليل جبران

في العام 1931 توفي جبران عن عمر 48 عاماً إثر إصابته بمرض في الكبد. ونقل بعدها جثمانه إلى دير مار سركيس في مسقط رأسه بشري؛ فأصبح الدير متحفاً حاضن لإبداعاته ومقتنياته الخاصة.

متحف جبران خليل جبران

تأسس المتحف في العام 1935، وهو يقع في بلدة بشري – شمال لبنان. المتحف هو نفسه دير مار سركيس الذي ترعرع فيه. قبل ذهاب جبران إلى أمريكا اتخذ عاتقاً على نفسه بالعودة للدير من جديد، إلا أن اللقاء كان ما بعد الوداع. فعوض بلقائه كل السنوات التي غابها، وذلك بعد أن أقبلت شقيقته بناءً على وصية جبران على شراء الدير ليكون مستراحه. وتعاونت على ذلك “لجنة جبران الوطنية”.

يُطل المتحف على وادي قاديشا، الوادي الذي أخبر جبران صديقه ميخائيل نعيمة عن أُمنيته بزيارته.

أمنيتي يا ميشا، أن أزور وادي قاديشا قبل أن يموت

جبران خليل جبران – المصدر
وادي قاديشا
وادي قاديشا – المصدر

 يستقبلك عند أول المتحف نصب جبران. من المدخل ينطلق الزائر لتفقد الطوابق الثلاث للمتحف، فيها 16 غرفة. تضم الغرفة الأولى كتب جبران. وغرفة أخرى فيها ينبوع متفجر من قلب الصخر. وغرفة تحتوي على العديد من أغراضه التي كان يستخدمها في “نيويورك”.

تضم الغرف الأخرى أعمال جبران. يقارب عددها 420 عملاً، منها 160 لوحة فنية معروضة فقط. تم زيادة عددها لتصبح 175 لوحة بعد ترميم المتحف ليصبح أكثر اتساعاً.

ينتهي المتحف بالنزول على أدراج لولبية محفورة في الصخر، تؤدي إلى “صومعة جبران”.

كُتب على ناووسه “هذا تابوت جبران خليل جبران، والجثمان تم تحنيطه”.

I am live like you, and I am standing beside you

Gibran khalil Gibran

تذكرنا تلك الجملة التي كتبت على مدخل غرفة الناووس، بأن جبران خليل جبران باقٍ فينها رغم مماته.

في ردهة الغرفة سرير “القصير” وسمي بذلك تعبيراً عن طول صاحبه جبران. وفي الغرفة نفسها يقع مكتبه، وبعض من مقتنياته.

سرير جبران خليل جبران
سرير “القصير” – المصدر

من مؤلفات جبران

تفاعل جبران مع قضايا عصره بمؤلفاته، نذكر منها:

  • الأرواح المتمردة في العام 1908 التي عبّر فيها جبران عن التمرد بوجه العادات والتقاليد الاجتماعية
  • الأجنحة المتكسرة في العام 1912، متناول فيها دور “البطل” يخبر عن حبه لفتاة تزوجت من رَجُلٍ آخر.
  • دمعة وابتسامة في العام 1914، وقد مهّد في هذا الكتاب لِلُغة رومنسية عربية جديدة.

أما عن القصائد، نذكر “أعطني الناي”، التي غنّتها السيدة فيروز. التمسنا فيها حب جبران خليل جبران للناي وأنينه، الذي بقيَ في المتحف .

تعرّف على متحف الصابون في صيدا

عن جنى شقير