تتمركز في منطقة أرنون الجنوبية قضاء النبطية واحدة من أهم و أجمل القلاع في لبنان، قلعة الشقيف او كما سماها الأجانب “beaulfort” اي الحصن الجميل
هي من أروع القلاع التي بناها الصليبيون في عهد “الملك فولك” ملك القدس، في أعلى منحدر صخري يقع على علو كيلومترين من مجرى نهر الليطاني، ويشرف على سهل مرجعيون ومنطقة النبطية
:موقعها
تنفرد هذه القلعة بموقعها المميز على قمة جبلية تطل على المنطقة بكاملها و على مجرى نهر الليطاني حيث الطرقات التي تربط الساحل الجنوبي بالبقاع و دمشق. فغرباً تشرف على الساحل و عدد من القرى المحيطة، اما من الشرق فيطالعك مجرى النهر و جبل الشيخ
:تاريخها
شهدت “قلعة الشقيف” أهم الحقب التاريخية بدأت مع العصور القديمة و انتهت بالانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان
تميزت بدقة وعظمة الفن المعماري الذي اشتهرت به أكبر حضارات العالم القديم، وما زالت صامدة منذ آلاف السنين رغم التعديات وعمليات التدمير والتخريب الذي شهدته خلال سنوات الاحتلال الإسرائيلي
لم يحدد تاريخ بناء القلعة على وجه التحديد ففيما اعتبر البعض انها صليبية مال البعض الأخر الى انها كانت رومانية …وذكرت بعض المصادر انها بنيت في عهد الفينيقيين قبل الميلاد فوق منحدر صخري شاهق لحماية الممر الجنوبي الذي يربط شاطئ صيدا وصور بالبقاع والشام، وتطورت على يد الرومان واستعملوها كنقطة للمراقبة، واتخذوها لسد الثغرات من ناحية البحر
:تصميمها
تقوم القلعة على نتوء صخري مرتفع، ولقد تحكّمت طبيعة الموقع بشكلها الهندسي. فجاء شكل البناء متعرجا وشبه مستطيل. من جهة الشرق تطلّ القلعة على وادٍ سحيق يجري فيه نهر الليطاني، بينما أحيطت، من الجهات الأخرى الثلاث بخندق حفر في الصخر لعزل القلعة عن محيطها، كان قد أقام فيه فرسان الهيكل حصنًا أطلقوا عليه اسم الحصن الجديد
كانت تتألف القلعة من ثلاث طبقات، الا ان الثالثة تهدمت بالكامل. ويحيط بها سور بني في القرن الثاني عشر. وفي القرن الثالث عشر، خضعت القلعة لتعديلات عدة إذ جرى تعزيز جهتها الجنوبية ببرجين دائريين ضخمين، ومن ثم أضيف برج مربع الشكل وآخر مسدس لتحصين القلعة، فضلاً عن قاعة مصممة على الطراز القوطي، وإنشاءات سكنية تعود الى الحقبتين العربية والعثمانية. تتألّف القلعة في قسمها السفلي من إسطبلات وقاعات للرماية والتخزين ومعاقل وترسانة. و عُثر في جهة الغرب على مجموعة كبيرة من الخزانات المحفورة في الصخر، إلى أحواض ضخمة داخل القلعة كانت تُستخدم لتجميع المياه اللازمة في أيام الشحّ أو الحروب
ولقد شهدت القلعة ورشة إعادة ترميم وتأهيل، سمحت باكتشاف العديد من الأقبية والجدران والقاعات غير المعروفة سابقاً في خرائط القلعة.كما وساعدت بالكشف مجدداً على الخندق الصخري المطمور منذ سنوات والذي يصل إلى مجرى نهر الليطاني