الرئيسية » زورونا » السياحة الداخلية في لبنان: انتعاش اقتصادي

السياحة الداخلية في لبنان: انتعاش اقتصادي

أنطوان أبو فياض – السياحة الداخلية تحدث بين سكان بلد ما بحيث يقصدون مناطقه بهدف التعرف عليها. تعتبر من أهم مقومات العجلة الإقتصادية، وتحرك العامل الثقافي.

تعتبر من أهم مقومات العجلة الإقتصادية، ولكنها ايضا تحرك العامل الثقافي.

تمتلك قدرات داخلية اقتصادية كبيرة تمكن الدولة من تحسين مستوها على الصعيد السياحي.

تنشط السياحة الداخلية في لبنان خصوصا في الآونة الأخيرة مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية.

العملة الوطنية التي انهارت بطريقة كارثية، منعت بعض محبي السفر من أجل السياحة من اختيار وجهات عالمية.

فانعكس ايجابا على الداخل اللبناني، فاختارت بعض الأطراف السياحية المحلية بمؤازرة من وزارة السياحة اللبنانية وحملاتها الإعلانية لترويج هذا النوع من السياحة.

فما هي ايجابيات السياحة الداخلية وهل تتواجهها معوقات تمنعها من الإنتشار المحلي والتطبيق؟

حملة بجنونك بحبك وشركات السياحة

اطلقت وزارة السياحة اللبنانية بمبادرة الوزير وليد نصار حملة “بجنونك بحبك” بعد مشاورات عدة قام بها مع الأطراف المعنية.

كطيران الشرق الأوسط لإنتاج رزمات سياحية تستقطب المهاجرين القادمين الى لبنان لتمضية اجواء سياحية على الأراضي اللبنانية.

لتشجيع على السياحة الداخلية صورة تعبيرية لشركات السفريات في لبنان

هذه الحملة تنعكس ايجابا على الواقع الإقتصادي اللبناني خصوصا ان معظم المغتربين سيتعاملون بالعملة الصعبة اي الفريش دولار.

مما سيحرك القطاع السياحي بصورة مباشرة من خلال ضخ الأموال في الأسواق مباشرة.

من جهة أخرى، يبحث المغترب اللبناني  حول العالم عن فرص مثالية لقدومه الى لبنان لتمضية فترة الأعياد والتمتع بالأجواء المناخية اللبنانية.

ولتفعيل دور السياحة على الداخل اللبناني قامت بعض شركات يتقديم عروض مميزة من أصغر تفاصيل الى اكبرها.

خصوصا منها التنقلات والمنامة مع أجود انواع الأكل للحصول على الحد الأقصى من الرفاهية والإستجمام.

أهمية السياحة الداخلية على الواقع اللبناني

في خضّم الأزمة الإقتصادية، تظهر السياحة الداخلية كبارقة أمل للعاملين في المجال السياحي، أي من أصغر المحال التجارية وأبسط الفنادق والمطاعم الى أكثرها شهرة وكلفة.

فإستأجار غرفة في فندق تساهم في تحريك عدة أقسام داخله.

فيحظى الفندق على بدل ايجار يدفع من خلاله ثمن البضاعة المستهلكة ورواتب وأجور الموظفين.

فنادق السياحة الداخلية في لبنان

فشراء مستلزمات من تاجر لبناني وإنفاق رواتب وأجور الموظفين في الداخل اللبناني يساهم في زيادة الدخل القومي للدولة.

فتصبح هذه الأخيرة أكثر عرضة لتأمين وتسهيل بعض الأمور العالقة التي كانت تتطلب مجهود.

لذلك يظهر هنا عامل الإستثمار السياحي الداخلي وحصر حركة الأموال لصالح المواطن والدولة.

تأثير السياحة الداخلية على البطالة

من ناحية اقتصادية أخرى، تسعى السياحة الداخلية لخفض مستوى البطالة، فتساعد هذه المؤسسات السياحية ولو لفترة مؤقتة على تأمين فرص عمل للشباب كانت مغلقة.

صورة تعبيرية – السياحة الداخلية تساهم في خلق فرص عمل

فينعكس ذلك على مؤشر التنمية البشربة المستدامة التابع للدولة، فضلا عن الراحة المادية التي سيحصل عليها العمال و ستمكنهم من شراء حاجياتهم من  داخل الوق اللبناني.

فيشعر السائح اللبناني انه يقدم منفعة اقتصادية لأخيه المواطن بدل صرف تلك الأموال في دول غريبة، فالعملية هنا ربح للجميع الأطراف.

السياحة الداخلية مصدر للراحة

اما على الصعيد النفسي، خريطة لبنان السياحية واسعة من حيث المقامات الدينية العريقة.

فتبرز حركة تبادل الحضارات بين الأطراف خلال التنقل بين المناطق ذات الطابع الطائفي التاريخي والتعرف على ثقافات لغوية جسدية جديدة.

الساحية الداخلية راحة

ففي لبنان كل منطقة تتميز بطابع خاص يجعل من ارثها فريد النوع.

ويلجأ بعض السائحين للسعي وراء أنواع الإستجمام والراحة على الصعيدين النفسي والجسدي والعقلي.

فتكون بالطبع وجهتهم نحو المناطق السياحية الداخلية التي تقدم هذا النوع من الخدمات.

عوامل مساعدة لتسهيل السياحة

تعتمد السياحة الداخلية في لبنان على الطرقات بشكل رئيسي فمن واجبات الدولة الإهتمام بها وصيانتها بشكل دوري وتصليحها،

فضلا عن العمل على انارة الطرقات في الليل وإنارة الأنفاق لتجنب حوادث التي بسببها الظلام.

ومن حيث القدرات البشرية، يتوجب على الدولة ايضا تدريب عناصر كدلائل سياحيين يساعدون السائحين التعرف اكثر على الحضارات والثقافات الموجودة في المناطق.

وبالنسبة  للضرائب المفروضة، على بعض الأماكن التي تعتبر نوعا ما مرتفعة كونها منسوبة لموسم سياحي، ينبغي على الدولة تخفيضها.

بالمقابل، على القييمين على المحال ال.تجرية خصوصا على السلع والمنتجات والمأكولات التي يرتفع ثمنها بشكل جنوني في بعض الأماكن كالهدايا والتذكارات.

لذلك من الضروري الأخذ بعين الإعتبار ان السائحين هم من مختلف الطبقات ومختلف أنواع المداخيل وضرورة تنوع الأسعار بحيث تناسب الجميع.

في هذا الوقت الدقيق الذي يمر به لبنان، تبقى الأولوية لإنقاذه، فقبل الإلتفات نحو كيف يمكن للخارج مساعدنتا، فلنساعد أنفسنا كلبناننين.

فالسياحة الداخلية ليس فقط مردودها اقتصادي يعمل على تحسين المداخيل ويساعد في تحريك العجلة الإقتصادية.

بل يتتيح أيضا للبنانيين الخروج من تقوقعاتهم المناطقية الطائفية و الحزبية والتوجه والإنفتاح نخو ثقافات جديدة ليست مخيفة ولا تحمل الحقد في نفوسها.

عن أنطوان أبو فياض