ريما وهب
وسط الضغوطات اليومية والمشاكل التي يعاني منها شباب لبنان نتيجة الأزمة الإقتصادية الراهنة وغياب دعم الدّولة للمبدعين من فنانين وعلماء شباب، استطاع الفنان الشّاب محمد الدّريني، التّعبير عن وجع أبناء وطنه من خلال معرضه الجديد تحت عنوان “التّفكير المفرط” في دار المصوّر- الحمرا.
قبل الخوض بالأهميّة الفنيّة للمعرض ، بدايةً علينا فهم ما معنى “التّفكير المفرط”. فالتّفكير المفرط هو التّفكير المستمر بجميع الأمور أو أمر محدّد صغيراً كان أم كبيراً، ويأخذ هذا التّفكير وقت طويل من التّحليل والتّفسير وإعادة استذكار الوقائع.
تكمن خطورة هذا الشّلل الذهني بالتّعب والإرهاق الدّائم الذي يرافقه، قلّة النّوم أو كثرته للهروب من الواقع، التّردد والخوف. كما قد يؤثر على أعصاب الإنسان ويشعره بالدّوخة، الغثيان، ضعف التركيز، الصداع وغيرها من المشاكل.
الفن يولد من الألم
يعتبر محمد، أنّ المأساة وصعوبات الحياة رغم قباحتها إلا انّها تساعد الفنّان على الإبداع، ومن هذا المنطلق استطاع أن يحوّل تجربته مع التّفكير المفرط الى فن يجسّد صعوبة من يعاني من هذه المشكلة
” بعد تخرجي من اختصاص هندسة الديكور وعملي به لمدّة ٥ سنوات، شعرت أنني غير راضٍ عن حياتي وافتقدت الشّغف للاستمرار بهذا المجال. قررت الّسعي للبحث عن شغفي من جديد، لكن فكرة تغيير اختصاص اكتسبت خبرة طويلة فيه وبذلت مجهود عليه فكرة صعبة، مما أدخلني في حالة التفكير المفرط لفترة، لكنني نجحت في تخطي الظروف الصعبة ووجدت شغفي من جديد وهو الرّسم.”
ويضيف محمد أنّ الرسم يساعده على التّعبير عن وجعه وعن الفترة الصعبة التّي مرّ بها، فاللّوحات الموجودة في المعرض، تجسّد التّشتت الذهني الذي شعر به، وتأثير التّفكير المفرط على الإنسان وحياته اليوميّة.
كما يؤكد أن للفن، بمختلف أنواعه كالرسم، النحت، الرقص.. دور كبير في تحسين الصحة النّفسية للفرد تحت ما يسمى بالـ “Art Therapy” ، وينصح جميع الشّباب باللجوء إليه ليخففوا من الضغوطات التّي يشعروا بها.
تجدر الإشارة أنّ محمد لم يتلق اي دعم من قبل الدّولة، وكغيره من الفنانين الشّباب، عمل بمفرده و استطاع بمجهوده الشّخصيّ افتتاح هذا المعرض وهو الأوّل له في حياته الفنيّة.