مارينا عندس-
يُقال عن عكار إنها اوكسيجين لبنان… هل سمعتُم بهذه العبارة من قبل؟
بأشجارها الخضراء أعطت منطقتها الهواء النقيّ، والنشاط والصحة الجيّدة. وقدّمت طبيعة خلّابة لأهلها.
إنها قرية بينو…واحدة من أهم المعالم الأثرية والسياحية التي يقصدها الجميع.. من قلب وخارج المنطقة.
تقع بحيرة بينو في منطقة عكار، شمال لبنان. وتشتهر بزراعة الزيتون واللوز والحبوب، بالاضافة الى عصير الرّمان وماء الورد وماء الزّهر.
وعلى الرغم من روعة بساتينها وسندياناتها وبحرياتها، اعتُبرت عكّار للأسف منطقة “محرومة” وفقيرة بسبب اهمال حكّامها.
ومن أهم معالمهما الطبيعية غير المُحكى عنها كثيرًا، بحيرة ومحمية بينو.
نبذة تاريخية عن محمية بينو
تعتبر بينو من اهم المعالم الطبيعية البيئية التي انشئت في البلدة النموذجية بين البلدات العكارية. ومنذ ستينيات القرن الماضي، صُنّفت بلدة اصطياف بامتياز، خاصة أنها تميزت بأبنيتها الحجرية والقرميدية.
تبلغ مساحتها حوالي 100 الف متر مربع يصل عمق المياه فيها الى تسعة امتار. انشأت عام 2000 وأصبحت مقصدًا للسيّاح ولمحبّي الطبيعة.
تحتضن هذه المحمية الأشجار والمزروعات والأزهار النادرة. ولا ننسى طبعًا الطيور النادرة كالفيزون والحجل والفري، والحمام والفلمنغو والحبش الابيض، والدجاج البلدي. كما ان المحمية تشهد موسميًا، اعداداً من الطيور المهاجرة كالبلبل والشحرور والحسون.
ولا ننسى وجود البط والوز وغيرها من الحيوانات التي تعطي رونقًا خاصًا للمنطقة.
وتضم المحمية غزالا لبنانيا يعتقد أنها انقرضت منذ خمسين عامًا.
بحيرة بينو..لوحة فنيّة لبنانيّة!
عند زيارتك البحرية، لن تكتف بأصوات الطيور الرنانة فيها، ولا بروعة اخضرارها.سيذهلك صفاء مائها وأرصفتها البديعة والانارة التجميلية في محيط البحيرة وصولا الى المحمية، حيث يبدو الجبل ليلا بقعة مضاءة كأنك بين النجوم.
وُضعت في محيط البحيرة المقاعد الحجرية للاستراحة، اذ يحيطه أنواع مختلفة من الاشجار والازهار.
ومن النباتات الغذائية البرية والمفيدة صحيًا، القصعين والزعتر المتعرضان لحملات اقتلاع من الجذور للتصدير إلى الخارج، حيث يدخل القصعين في صناعة بعض العقاقير، والزعتر للحصول على زهرته بطريقة توفر الوقت.
إضافة إلى الخبيزة والزوفا والبابونج والختمية والهيلون والهندباء وتوت العلّيق والقطّيفة والجرجير، ومختلف أنواع الخضار البرية.
ماذا عن فصل الشتاء؟
لا يهتّم الزائرون أكان الطقس باردًا أم دافئًّا. عشّاق الطبيعة يزورون بحيرة بينو ولو “بعزّ البرد”.
منظرٌ خلّاب ينحتُ صورة بيضاء في وسطها البحيرة التي لا تستطيع اللا الانبهار عند رؤيتها.
لبنان..جنّة من جنات الأرض. رغم كلّ المآسي والحروبات التي شُنّت في أراضيها، ورغم الظروف الصعبة التي تمرّ في أراضيه.. يبقى وطننا منبرًا للحضارة والثقافة والجمال.