الرئيسية » حرف/تراث » الأعراس البقاعية، عادات وتقاليد مختلفة

الأعراس البقاعية، عادات وتقاليد مختلفة

التقاليد والعادات تختلف بين مجتمع وآخر. باستطاعتك أن تعرف بلد الشخص من لغته،وفي البلد نفسه، يختلف عن الآخر بلهجته. والأعراس هي خاصية مهمة أيضًا، لاختلاف عاداتها بين بلدة وأخرى، لكن تجتمع بعض تقاليدها في القضاء نفسه. الأعراس البقاعية، التي تمتد لعدة أيام، والمعروفة بالفرح والتعب والسهر، غير معروفة للجميع بتفاصيلها. وهنا يمكنك التعرف على أهم الأيام والليالي التي يمارس المجتمع البقاعي فيها تقاليدها وتراثها، حتى مع تطور المجتمعات بداخله، إلّا أن أهلها ما زالوا محافظين على إقامة جميع المراسم، مع إضافة العادات الجديدة مثل سهرة توديع العزوبية وغيرها التي لن نتطرق إليها.

ترتيب البيت

قبل الأعراس، وحين تقوم العروس بتجهيز بيتها، تجتمع صديقات وأقارب العروس في بيتها من أجل المساعدة في ترتيب غرف البيت، من الأواني في المطبخ، والملابس في غرفة النوم. ويكون اليوم حافلًا ومتعبًا جدًا للجميع، لكن يتخلله بعض الرقص والأغاني. بينما تقوم النساء في تجهيز المنزل، يكون العريس على استعداد لتلبية طلبات النساء بنواقص البيت، كما على العريس أن يحضرالطعام للمعازيم داخل منزله.

سهرة الصبايا

تجتمع العروس وصديقاتها، مع نساء عائلتها، قبل أيام من الزفاف. هذه الحفلة تتكفل بإقامتها أخت العروس أو قريبة لها، وتجهز الحفلة بالمأكولات والحلويات التي سيتم تناولها بعد القيام بتجهيز العروس ليوم زفافها. لا تقوم الفتيات والنساء بترتيب أنفسهم أو التأنق بأفضل مظهر ولا حتى العروس، الأمر يقتصر على الرقص وتوديع العروس لأهلها.

ليلة خاصة

هذه الليلة تكون تحت عنوان معين، أي يتم اختيار لباس معين يتقيد به الجميع، مثلًا ليلة العباءة. تقوم العروس بارتداء عباءة مطرزة ومميزة،وباقي المعازيم أيضًا. يمكن أن تكون الحفلة خاصة بالفتيات أو مختلطة بين الرجال والنساء. كما يتم تحضير الطعام الخفيف، مع الرقص والدبكة.

ليلة الحنة

by Pinterest

هذه الليلة هي الأهم، ولكل من العريس والعروس حفلة خاصة به، فينفصلان بسهرة خاصة لكل منهما بالليلة نفسها، لكن وفي وقت متفق عليه سابقًا، يقوم العريس مع معازيمه بزيارة حفلة العروس، لإقامة مراسم “الحنة”. هنا تختلف المراسم مناطقيًا. منهم من يقوم بحنة العروسين سويًا، منهم من “يحنّي” العروس قبل مجيء العريس، من ثم يأخذ العريس الحنة المزينة معه لحفلته.

الحنة في الأعراس مميزة ومقدسة جدَّا، حيث يقوم كبير العائلة بتنشيد جمل مشهورة خلال تحنية العروس والعريس. وعند الانتهاء، يتم تقديم “كبة العروس”. الكبة يتم مدّها على رغيف الخبز ولفها على شكل “سندويش”، وتقديمها مع الخيار في سلل قش، ويقوم البعض أيضًا بتقديم الحلاوة، أو التبولة.

نومة العرسان

يقوم أصدقاء العروسين بعزيمتهم بشكل منفصل، أي يقوم صديق العريس أو قريبه بدعوته للمبيت ليلة الحنة في منزله مع جميع الأصدقاء والأقرباء، والعروس أيضًا تقوم صديقتها أو قريبتها بالشيء نفسه. يحضر صاحب الدعوة العشاء الخفيف مع الحلويات للمعازيم. ويبقى البعض يقظين للصباح مع أجواء الفرح والرقص.

حمام العريس

من يقوم بدعوة العريس للنوم، يتكفل أيضًا بحمام العريس، أي يقوم العريس بالاستحمام. لكن الفارق هنا أن أصدقاء العريس، بتجهيز مقالب مختلفة للعريس، ويتسابق الشباب بالأفكار الخلاقة التي تكون مؤذية في بعض الأحيان.

حمام العروس

على عكس العريس، تقوم العروس بالإستحمام صباحًا قبل الذهاب لتجهيز نفسها، ويمكن أن تتم دعوتها من قبل شخص غير الذي دعاها إلى النوم، والفطور الصباحي أيضًا يتم التكفل فيه عند صاحب عزيمة النوم. في حمام العروس، تدخل العروس للاستحمام، وتكون الصبايا أمام الحمام بحفلة صغيرة مع أجواء الرقص والفرح.

عزيمة الغداء

يقوم أهل العريس في منزلهم، وأهل العروس أيضًا، وبشكل منفصل، بدعوة المقربين للغداء، قبل أن تأتي العروس من صالون التزيين، تجتمع العائلة للأكل، ومن المتعارف به طبخ المناسف مع الفتوش والصفيحة البعلبكية.

طلعة العروس

من موقع زهرة الخليج

تأتي العروس من صالون التزيين بفستانها الأبيض لبيت أهلها أو إلى الصالة، وتستقبلها الزفة. ويتجمع كل المعازيم، وتقام أجواء الاحتفالات مع إقتراب مجيء العريس وأهله. وعند ساعة معينة تستقبل العروس والزفة العريس المحمّل على الأكتاف، ومن ثم يقوم برفع الطرحة عن وجهها، وقبل أن تودع أهلها بالدموع والذهاب مع العريس، تقوم جدة العروسة أو قريبة كبيرة منهم، بال”تشوبش” أي تجميع نقوط العروس، ويجب أن تكون هذه المرأة على علم بأسماء جميع “المنقطين”، فتنادي المرأة على صوت عالي بالشكل التالي “خلف الله عليك يا فلان، هي (المبلغ) نقوط للعروس”، وتعلوا أصوات الزغاريد.

لزق الخميرة

يذهب العروسان مع أصدقائهم إلى بيتهم، وقبل الدخول يغني أهل العروس “والعروس ما بتحول إلّا بخلعة باب الدار”، أي يجب على العريس أن يعطي مبلغ للعروس تسمى “بخلعة باب الدار”، عندها يسمحون لهم بإكمال المراسم، حيث يحمل العريس عروسته لتلصق عجينة من الخميرة فوق باب بيتها، إذا تمكنت أن تلصقها من أول مرة، فهذا يدل على قوتها وقدرتها على تحمل المسؤولية الزوجية.

عن نور شاويش