بشرى مرعي –
“كنت أقوم بالتنزه في كفرمتى إحدى القرى المجاورة لقريتي، وفوجئت بما رأيته من منظر طبيعي خلاب، إنه الفزر”.
قرية كفرمتى إحدى القرى الموجودة في قضاء عاليه، محافظة جبل لبنان تبعد 27 كلم عن بيروت، تشتهر بطبيعتها الجميلة وبيوتها القروية، وتنوع سكانها، ويوجد فيها أحد أقدم وأكبر مصانع الحرير في لبنان الذي كان يصنع فيه الحرير الخام في القرنين السادس والسابع عشر، وفيها أيضاً معاصر الزيتون، المطاحن والبيوت التراثية القديمة، وأيضاً النواويس الفينيقية والرومانية، كل هذا جعل لها مكانة مميزة على الخريطة السياحية في لبنان.
المعالم الطبيعية:
إضافةً إلى موقعها الجغرافي المميز والتراث الموجود فيها، هناك أيضاً المعالم الطبيعية الجميلة التي يقصدها العديد من الناس سنوياً وخاصةً في فصل الصيف من أجل التخييم، التقرب من الطبيعة والتأمل. كنهر الدامور مثلاً الذي يمر في كفرمتى وهو الفاصل بين قضاء الشوف وعاليه، وأيضاً الأحراج المطلة على الشوف والبحر، فيتمتع الناس بالمناظر الخلابة ويقومون بقضاء الوقت مع أحبائهم في المسابح الجميلة الموجودة التي تحيطها الأشجار من كل جهاتها.
تنتج تربتها الخصبة مختلف أنواع الفواكه والحمضيات فيمكن لزائريها أن يقوموا بأكل أطيب الخضار والفاكهة العضوية فيها. ولكن غالبيتهم يتفاجؤون بجمال وروعة طبيعة منطقة الفزر في وادي كفرمتى.
الفزر:
هو فالق صخري موجود في كعب وادي كفرمتى ويطلق أهالي القرية إسم ” الفزر” عليه، فإن إخترتم رياضة التسلق أو المشي في الطبيعة في القرية ستبدأون رحلتكم من بين بساتين الزيتون والأشجار الحمضية لأهالي القرية، ومن بعدها ستصبحون في وسط أحراج السنديان والصنوبر، ومع تقدمكم أكثر نحو أسفل الوادي ستدهشون بمسّار كبير على يساركم فيه روائع صخرية ويطل أيضاً على منطقة الشوف وأحراجها. أما إن واصلتم مسيركم بشكل مباشر سترون ممراً صخرياً رائع الجمال تكون بفعل الطبيعة، وهذا ما يعرف “بالفزر”.
تجارب الزائرين:
يقول فارس وهو شاب من قرية مجاورة لقرية كفرمتى : ” دائماً ما كنت مجاوراً للقرية، ولكنني لم أكن أعلم مدى روعتها، كنا ننظم النشاطات التخييمية والمشي في الطبيعة في مناطق بعيدة، إلى أن إكتشفنا هذه المنطقة، نلتقي فيها أهالي القرية والقرى المجاورة، نتعرف عليهم، ونقوم بنشاطات عدة سوياً، ونسعى إلى نشر ثقافة السياحة الداخلية، وحث اللبنانيين من كل المناطق في زيارة قرية كفرمتى والفزر وما يحيطه خاصةً”.
أما فايزة وهي إمرأة ستينية تقول لنا ” الفزر هو من أجمل المناظر الطبيعية التي رأتها عيناي، يسحرك المشي فيه، والتربة التي تحيطه خصبة جداً ، نأتي دائماً إلى هذه المنطقة كمجموعات نمارس المشي فيها، ونقوم بجمع الأعشاب العطرية والغذائية، كالطيون، الزعتر البري، القرصعنة، الهندبة وغيرها من الأعشاب الموسمية”.
يأتي الناس من مختلف الأعمار إلى الفزر ويقومون بنشاطات تناسبهم، وتوطد علاقتهم مع الطبيعة، والعديد منهم يقومون بالتأمل واليوغا والغناء في هذا المكان الساحر. إضافةً إلى أن مالكي الأراضي المحيطة ودودون جداً ويكونون صداقات مع الزوار ويستقبلونهم بكرم ضيافتهم، فيشاركونهم بعضاً من الخضار والفاكهة التي يزرعونها.
الرحلة إلى الفزر لا تُعوض:
الرحلة إلى كفرمتى لزيارة الفزر رحلة لا تعوض، فالمنفعة في القيام بهذه الزيارة تأتي على كل الصعد، منها التقرب من الطبيعة، السياحة الداخلية، التعرف على ثقافات وتقاليد منطقة جديدة في لبنان، ولقاء أشخاص جدد نكون صداقات معهم. فإن كنتم لم تسمعوا بهذا المكان من قبل لا تترددوا فمنطقة الفزر في إنتظاركم بأبهى حللها في كل فصول السنة.
تعليق واحد
تعقيبات: أحراج لبنان ثروة سياحية ومبادراتُ تحميها - Ahla Wa Sahla | أهلا وسهلا