الرئيسية » سياحة بيئية » أحراج لبنان ثروة سياحية ومبادراتٌ تحميها
https://pbs.twimg.com/media/Euxmqt7XEAQV_DC.jpg
أحراج لبنان

أحراج لبنان ثروة سياحية ومبادراتٌ تحميها

بشرى مرعي_

من منا لا يحب الذهاب إلى القرية ليتمتع بعطلة أسبوع يملئها الهدوء والطاقة الجميلة التي تبثها علينا الأشجار والغابات التي تحيط منازلنا؟

فنستيقظ صباحاً على منظر طبيعي خلاب لأحراج لبنان، نفتح النافذة ونستنشق هواءً نقياً ينعشنا ويملئنا طاقةً إيجابية.

إطلالة على احراج لبنان
إطلالة على احراج لبنان

بالقرب من منزلي في جبل لبنان حديقة كبيرة أقوم وعائلتي بالزراعة فيها شتول وبذور موطنية، كالزيتون، السنديان، الصنوبر، الزعتر البري، الزعفران وغيرها من الشتول، فأحسن منظر حدبقة المنزل، أستفيد من إنتاجها الزراعي و أسهام في زيادة نسبة الأشجار الموجودة في المنطقة التي أقطن فيها. فإن المساهمات الفردية التي يقوم بها الشخص ولو كانت صغيرة إنها تساهم في الحفاظ على الثروة الحرجية في بلدنا.

الغابات والأحراج لديها دور مهم في الحفاظ على توازننا النفسي والعقلي، بقدر أهميتها في الحفاظ على التوازن البيئي، حيث تشعرنا بأنها ملاذ جميل للتواصل مع ذاتنا ومع عناصر الحياة على هذه الأرض. لذلك علينا الحفاظ على هذا الملاذ الرائع في بلدنا.

” أذهب وأخي إلى الحرج المجاور لقريتي وأبحث عن الشتول الصغيرة لأشجار أستطيع زراعتها في أماكن أخرى تفتقر إلى الغطاء النباتي، وبهذه الحالة أكون قد ساهمت في المحافظة على الثروة الحرجية ومارست ما أحب”.

سيرينا شابة في العشرين من عمرها
شجرة زيتون موطنية
بعدسة فارس مرعي

حماية الغطاء النباتي:

يتمتع لبنان بمناخ فريد و تضاريس تملأها غابات الصنوبر والأرز والسنديان، التي تلعب دوراً مهماً في عملية منع إنجراف التربة والمحافظة على التنوع الإيكولوجي، والحفاظ عليها يعتبر مهمة دقيقة جداً في ظل التغير المناخي الذي يجتاح الكوكب، وخصوصاً منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي إعتبرت من أكثر المناطق عرضة لمخاطر تغير المناخ وذلك بحسب تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” .

حماية التنوع النباتي وغطائه في لبنان ضرورة يجب الإلتزام بها، وتأتي أشكال الحماية على شكل محميات طبيعية ومبادرات تقام كل فترة كحملات التشجير مثلاً. هناك العديد من المحميات في لبنان التي من الجميل والضروري جداً زيارتها والتعرف على أنواع وأشكال الأشجار الموجودة فيها، والتعرف على تاريخها، كمحمية أرز الباروك، محمية أرز بشري، محمية إهدن، محمية وادي قديشا وغيرها من المحميات التي تعتبر أساس الغطاء النباتي والتنوع البيولوجي في لبنان.

ولكن مع زيادة الحرائق والتغير المناخي ساهمت أكثر من مبادرة وجمعية في الحفاظ على الثروة الحرجية الموجودة المحمية وغير المحمية منها.

 جمعية الثروة الحرجية والتنمية اللبنانية :

تسعى لتحقيق حفظ مستدام للموارد الطبيعية وزيادة الوعي وبناء القدرات للمساهمة في تحسين الإدارة البيئية، والتي تقوم بتأهيل المواقع الحرجية الحساسة وحمايتها في لبنان. إنها تقوم بدور الدليل الزراعي للناس من أجل حثهم على التشجير وإطلاعهم على الوقت المناسب لهذه العملية، وتزودهم بالشتول للتشجير.

واليوم تقوم الجمعية بالتشجير بالتعاون مع البلديات المناطق التي تعرضت للحرائق في الأعوام السابقة في عدة مناطق لبنانية منها عاليه، جبيل، بعبدا، كسروان، عكار، وغيرها من المناطق.

مبادرة إعادة تشجير لبنان LRI:

شتول لتشجير أحراج لبنان
شتول لتشجير أحراج لبنان

تهدف إلى توسيع وإدارة وحماية الغابات والمناظر الطبيعية في لبنان إضافةً إلى دعم البلديات وأعضاء المجتمع المحلي لتطوير وتنفيذ خطط إدارة الغابات في قريتهم، من أجل غابات أكثر إزدهاراً واستدامة.

إن المبادرات التي تسعى لتحافظ على البيئة الإيكولوجية وتحسينها لا تحصل فقط في الجبال أو المناطق البعيدة عن بيروت، بل تحصل أيضاً في المدينة.

Beirut Riverless Forest:

Beirut Riverless Forest
Beirut Riverless Forest

هو مشروع تعمل عليه شركة “دادا الآخر” البيئية غابة جديدة على نهر بيروت الذي يهدف إلى إستعادة الفضاء والأماكن العامة والتنوع البيولوجي، وتغيير الطبيعة الإيكولوجية المحيطة للنهر الموجود في بيروت. ويقول أديب دادا مؤسس الشركة ” بدلاً من المدن والنظر بعيداً للعثور على الطبيعة، لماذا لا نعيد إختراع البيئة الحضرية وننمي المزيد من الطبيعة في قلب المدينة”.

جذور لبنان:

تشجير أحراج لبنان
تشجير أحراج لبنان

مهمتهم هي المشاركة في إستعادة تشجير لبنان بطريقة مستدامة، إستعادة النظم الإيكولوجية للغابات المتدهورة، إنشاء ممارسات حرجية جيدة عبر البحث والتطوير، رفع مستوى الوعي بأهمية التنوع البيولوجي، وإشراك المجتمعات المحلية في حماية وإدارة الغابات.

يتمتع لبنان بمساحات خضراء لا مثيل لها، وكنوز طبيعية موجودة فيها يعود تاريخها إلى أقدم النشاطات البشرية. فإن كنتم تبحثون عن أماكن جميلة في الشرق الأوسط لزيارتها فغابات لبنان ستكون وجهتكم الأفضل لتحظوا بتجربة رائعة فيها، وبأي موسمٍ أتيتم ، فإن منظر الجبال وأحراجها ستحبس أنفاسكم سواء كانت مغطاةً بالثلوج أو بالأزهار والخضار.

عن بشرى مرعي

صحافية متخرجة من الجامعة اللبنانية، وأكمل مرحلة الماجستير في تخصص الصحافة الرقمية