Ahla Wa Sahla | أهلا وسهلا موقع سياحي ثقافي يهتم بالإضاءة على جمالية وطننا لبنان
أنطوان أبو فياض – عرّف المقدمون الموارنة بحق الأقدمية اي الأفضلية، وبالنسبة للتاريخ الماروني اوكلت اليهم المهام العسكرية يساندون البطريرك في إدارة شؤون الرعية والمنطقة. فإذا المقدمية هي بمثابة حكم ذاتي للموارنة منحتهم اياه الدولة الحاكمة.
صفات المقدمون الموارنة
اولًا، من متوجبات المتقدم ان يحظى بصفات تميزه عن محيطه، فبالنسبة لهم كانت القدسية والشجاعة،التي ترمز للنقاء البسالة من جهة.
ثانيًا، اعتبر المقدم قائد العسكري وطليع المدافعين عن الأرض والشعب و حامي الكرسي البطريركي.
توجب على المقدم ثالثًا، العدل بين ابناء رعيته وفارض مبدأ الحق منعًا للظلم.
يلجأ اليه لمساكين والمضعفين سعيًا للرحمة والإنصاف.
علاقة المقدمون الموارنة بالبطريرك
مع بداية نشوء الأمة المارونية كانت الجالة ملحة لطرف قيادي على المستوى الشعبي ينقل حاجات أبناء الأمة و يعمل على تقديم الخدمات لهم.
بالإضافة الى حمياتهم من اي عدوان خارجي. وكما احتاج المقدمون الموارنة الى الكنيسة، كانت هذه الأخيرة بحاجة اليهم تنظيميا وإداريا.
لم تكن فقط قيمة معنوية مضافة بل قيمة لاهوتية ملموسة دينيًا. وعرفت هذه الرتبة بأفضلية تقدم حاملها على الرعية مهما تنوعت الإحتافالات من رسمية ودينية.
يقابلها الدعم المعنوي الإجتماعي عبر تسلسيلة الرتب. وكان للبطريرك صلاحية كنسية واسعة منها ترقية بعض المقدمين الى رتبة شدياق.
لمحة تاريخة وتعددية عن المقدمون
أعطى نظام المقدمية منطقة لكل مقدم، ومن ابرزها: مقدم بشري، مقدم بسكنتا، مقدم لحفد، مقدم العاقورة، مقدم تنورين، مقدم ترشيش.
وفي بعض الأحيان وصل عدد المقدمون الموارنة الى ثلاثين مقدمًا مرجعيتهم مباشرة مع يوحنا مارون، وللحصرهم بصوت تمثيلي واحد.
اعتمد المقدمون نظلم الإنتخاب، فينتخبون فردا من بينهم ليعاد تسميته بالأمير.
ساهم هذا النظام الداخلي في ترسيخ المقاومة آنذاك، فضلا عن الشروط العادلة التي وضهعا البطريرك لإختيار المقدمين.
وبدأ نظام الإختيار من سنة 676 م. مع “يوحنا مارون” واستمر حتى سنة 1382 م. مع بداية العصر المملوكي، فتحول المقدمية من الإختيار الى الوراثة.
زوال المقدمية وعودتها
، بعد خروج الصلبيين، ومع بروز الأمير فحر الدين المعني الكبير، الذي سعى جاهدًا لإستقلال لبنان عن الإمبراطورية العثمانية لعب المقدمون دور أقل أهمية مما كان سابقًا.
كان الهدف توحيد الشعب والأرض وتحويل لبنان الى إمارة واحدة تتمتع بكيانها الخاص واعتماده كحاكم لتلك الإمارة.
مع إمارة فخر الدين الذي اتكل على معاونين من آل حبيش وآل خازن كمساندين موارنة للإمارة التي كانت قيد النشوء.
.في النهاية، ديمومية الإمارة لم تستمر كثيرا بفضل النزاعات بين الأتراك والمعنيين
وتفكك حلم الإمارة الموحدة ساهم في استرجاع المقدمون لصلاحياتهم ودورهم الريادي على الصعيد الماروني.
