للشّمس مدينة في لبنان.. اسمها بعلبك

زينب سماحة_

إذا كنت تبحث عن مدينة تقوم فيها برحلة سياحية شاملة (ترفيهية، دينية، رؤية الآثار…) عليك أن تقصد بعلبك. بعلبكّ أو   ” مدينة الشمس “، تلك المدينة التي يمتزج بأبنيتها وأسواقها وطبيعتها وكل حناياها التاريخ بعظمته والحاضر. إذًا عزيزي السائح أهلًا وسهلًا بك في قلب البقاع، أهلًا وسهلًا بك في بعلبكّ.

موقع بعلبك الجغرافي

تقع مدينة بعلبك على مسافة 85 كلم من العاصمة اللبنانية بيروت. تسوّرها سلسلة جبال لبنان الشرقية وسهل البقاع وبعض القرى المجاورة مثل بلدتي إيعات ونحلة. حدودها هذه، أكسبتها موقعًا استراتيجيًا بريًا كان له أثره في الماضي، حيث كانت تعدّ هذه المدينة من أهمّ المحطات التي كانت تمر بها القوافل التجارية.

أماكن سياحية دينية في مدينة الشمس

عند وصولك إلى مدخل المدينة، أول مكان يقع عليه نظرك هو قبة مقام السيدة خولة ابنة الإمام الحسين (ع)، عندما تأسرك بلمعانها بعد انعكاس أشعة الشمس عليها. يُعتبر المقام قبلةً للعديد من السياح المحليين عامة، والأجانب خاصة ومعظمهم من المسلمين، فلا يمكن زيارة بعلبك من دون المرور بمقام السيدة خولة (ع) كما يشير معظم زائري المدينة.

وعلى بعد أمتار قليلة من المقام المقدس، تقع ثلاث كنائس: كنيسة القديستين بربارة وتقلا، كنيسة مار جورجيوس، كنيسة السيدة. هذا التنوع في المزارات الدينية، يجعل من بعلبكّ مدينة حاضنة لجميع  الأديان، وهي وسكّانها نموذجًا للعيش المشترك.

أبرز الآثار الموجودة في بعلبكّ

لا شك عزيزي السائح، أنك سمعت يومًا عن قلعة بعلبك. القلعة التي حيرت عقول كل من استكشفها وأدهشتها. من أبرز معالم هذه القلعة التي اشترك في إعمارها الفينيقيون والرومانيون، في القرون الميلادية الأولى هي: معبد جوبيتر الذي تحكي أعمدته الستة عن جزء من عظمة هذه القلعة وتاريخها، معبد باخوس ومعبد فينيوس. إنّ أهم ما يميز هذا “الإرث الثمين” أو “الكنز الأثري” هو قدرة بنائه على الصمود منذ آلاف السنوات، وحفاظه على رونقه وهيبته رغم كل العوامل والظروف التي طرأت عليها، ففي كل مرة تزور فيها القلعة تشعر برهبة المكان نفسها. وتُعدّ قلعة بعلبكّ، صرحًا ثقافيًا وفنيًا مهمًا في لبنان، فهي شاهدة ومازالت على أهم الحفلات والمهرجانات الوطنية والدولية في كل عام.

كما يوجد في بعلبك ما يُعرَف بـ ” حجر الحبلى “، والذي يبلغ طوله 21 مترًا وارتفاعه 4.2 مترًا، متوسط عرضه 4.8 مترًا، فيما يتجاوز وزنه الـ 900 طنًّا [1]. كان يُستخدَم هذا الحجر في الحقبة الرومانية كمقلع للأحجار. وعن تسميته بحجر “الحبلى”، فلقد تعددت الروايات حول هذه التسمية، عليكم زيارة المدينة وسماع هذه القصص من أفواه سكانها.

ومن ضمن الأماكن التي سُجلت ضمن الأماكن الأثرية في لبنان، هو مسجد رأس الإمام الحسين (ع)، المكان الذي وُضِع فيه رأس الإمام(ع) أثناء رحلة سبي نساء أهل بيت النبي محمد (ع) من كربلاء-العراق إلى الشام-سوريا بعد واقعة الطف سنة 61 للهجرة. يعود تاريخ بناء المسجد إلى العام 681 ميلادي[2] .

أسواق بعلبك والتراث

لا تكتمل متعة السياحة دون القيام بالتسوق وشراء الهدايا لمن نحب. وفي بعلبك، من أجل تحقيق هذه الغاية، عليك التوجه إلى أحد الأسواق الثلاثة: السوق القديم أو ما يُسمى بالسوق الأثري، ويقع في الجهة المقابلة للقلعة وفيه أبنية قديمة تعكس تراث المدينة ومتوجة بقناطر وأسقف من قرميد. في الختام، نصيحة أخيرة لك عزيزي السائح، ما رأيك أن تختتم يومك هذا في بعلبكّ في ” مرجة رأس العين ” مع تناولك لألذ وجبة غداء والتي تشتهر بها مدينة الشمس وهي ” الصفيحة البعلبكية ” ؟؟؟

أصل تسمية ” بعلبك “